ماذا سيحدث لجسمك إذا توقفت عن تناول الدهون؟
هل أنت من محبي تناول الدهون، لذا تتساءل عن ماذا سيحدث لجسمك إذا توقفت عن تناول الدهون؟ إذًا تابع قراءة المقال، فهو دليلك الشامل.
تناول الدهون يُعد شيئاً ضرورياً، ليس فقط لتزويد الجسم بالطاقة المطلوبة وبناء الخلايا السليمة، وتنظيم الهرمونات، وإنما لكونها مطلوبة لامتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، وتعزيز المناعة والمحافظة على صحة العيون والعظام و الجلد.
على الرغم من اكتساب الدهون لسمعة سيئة في العقود السابقة، لكن سرعان ما تغير الحال بفضل الدراسات الحديثة. لكن الحقيقة أن الباحثين قد اكتشفوا عكس ذلك، بل قد يتسبب نقص معدل الدهون إلى حدوث مشاكل لجسدك، فما هي تلك المشاكل؟
مشاكل عند التوقف عن تناول الدهون
تتعد المشاكل عند التوقف عن تناول الدهون والتى من أهمها:
عندما تقلل من نسبة تناولك للمغذيات الكبيرة أي الدهون والكربوهيدرات والبروتين سيجعلك تبحث عن السعرات الحرارية من مكان بديل، وإذا استبدلت الدهون بالكربوهيدرات سيؤدي هذا إلى شعورك بالجوع نتيجة تخزين الإنسولين “Insulin” للطاقة على هيئة دهون مما يقلل نسبة السكر في الدم ويشعر الإنسان بالجوع.
عندما قارنت دراسة بين النظام الغذائي التقليدي منخفض الدهون بنظام سكان البحر المتوسط الغذائي مرتفع الدسم في الفوائد السريرية، وجدت دراسة أجرتها مجلة ذانيو إنجلند الطبية (The New England Journal of medicine) أن المشاركين في النظام الغذائي المتوسطي أقل عرضة لخطر الإصابة بنوبة قلبية أو السكتة الدماغية أكثر إلى حد كبير من النظام الغذائي التقليدي لدرجة أنه صار من الضار إبقاء مشاركين على النظام الغذائي التقليدي.
عدم تناول الدهون الصحية غير المتشبهة مثل EPA ،DHA والتي توجد بكثرة في دهون الأسماك يزيد من نسبة حدوث الالتهابات بالجسم، وقد وجدت البحوث السابقة المنشورة في مجلة بحوث الالتهابات (Journal of Inflammation Research) وجود ارتباط بين نقص فيتامين D وارتفاع مستويات العلامات المؤيدة للالتهاب.
عندما لا يتناول الناس الدهون، قد يصيبهم النقص في هذه الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون والتي تلعب أدواراً مختلفة في الحفاظ على صحة العظام والعين والجلد وهم فيتامينات D,A,E,K. بشكل عام الدهون ضرورية في نظامك الغذائي مثل سائر مكوناته وفي بعض الأحيان قد يكون لا غنى عنها فاحرص دوماً على تناول قدر كافٍ منها وكي تحافظ على صحتك بشكل أفضل.
تُعد الدهون حجر أساس في الاستجابة المناعية، فبحسب بحث نُشر في مجلة الاتجاهات في علم المناعة (journal Trends in Immunology) تشكّل الاحماض الدهنية مصدرًا مهما للطاقة في الخلايا التائية T-cells، نوع من كريّات الدم البيضاءWBC يلعب دورًا رئيسيًا في المحافظة على استجابة مناعية عالية الاداء.
عدم تناول الدهون الصحية التي تمد الإنسان بالطاقة والفوائد المختلفة قد يؤدي أيضاً لإلحاق خطر على الصحة العقلية، فقد وجدت دراسة واسعة النطاق عن السكان المسنين نشرت في مجلة جاما للطب العصبي (the journal Jamal Neurology) أن الالتزام بنظام غذائي في منطقة البحر الأبيض المتوسط غني بالدهون الصحية مثل زيت الزيتون والجوز والأسماك من شأنه أن يساعد في الحفاظ على الذاكرة والحد من خطر العجز الإدراكي.
ليس ذلك فحسب بل أيضاً تعمل الدهون كمكونات أساسية ليس فقط في أغشية الخلايا في الدماغ، بل أيضاً في الميالين “myelin” والتي هي عبارة عن طبقة الدهون التي تحيط بكل ألياف الأعصاب وتمكن خلايا الدماغ العصبية من نقل الرسائل.
الدهون الأحادية و المتعددة غير المشبعة تجعل خلاياك و جلدك سعيدين ويحتاج اثنان من الفيتامينات، فيتامين E، والفيتامين K، إلى الدهون لكي يمتصها جسمك. بدونهم قد تعاني بشرتك، وتقول تانيا زاكربروت Tanya Zuckerbrot، يساعد فيتامين E على ترطيب الجلد ويقلل من حدة الجلد الجاف والخشن.
تساعد الدهون على تنظيم إنتاج الهرمونات الجنسية، ووجدت دراسات حالة للمراهقات الصغيرات اللاتي لم يتناولن ما يكفي من الدهون أنهن يتعرضن لتأخير نمو البلوغ. وبالإضافة إلى ذلك، قد تعاني النساء بعد سن البلوغ من فقدان الدورة الشهرية بسبب انخفاض نسبة الدهون في الجسم.
إن بعض الأشخاص الذين يختارون عدم تناول الدهون في نظامهم الغذائي ينجذبون غالبًا إلى تناول الأطعمة “قليلة الدسم”. ومن المؤسف أن هذه الاطعمة المعالَجة ستعوّض على الأرجح الطعم المفقود للدهون بإضافة إلى المزيد من النكهات الاصطناعية والمواد الإضافية المؤذية.
وأحد هذه المواد المضافة (polysorbate 80)، هو مستحلب اصطناعي يضاف إلى الأطعمة لمنع مكوناتها من الانفصال. وغالبا ما توجد في الاطعمة التي تحتوي على نسبة قليلة من الدهون، مثل الأيس كريم قليل الدهون لأن الدهون تعمل طبيعيًا كمادة مستحلبة، وكان على المصنعين ايجاد بديل كيميائي. ولكن من المؤسف أن الباحثين في جامعة ولاية جورجيا وجدوا مؤخرًا في دراسة اجراها الباحثون ان هذه المادة المضاعِفة قد تسبِّب السرطان بخلق الظروف المناسبة لازدهار خلايا سرطان القولون.
يحتاج الدماغ إلى عناصر غذائيّة متنوعة بما في ذلك الدهون، حتى يعمل بكفاءة. حيث تساعد الدهون الدماغ على إفراز مواد كيميائيّة تمنح الشعور بالسعادة مثل السيروتونين والدوبامين كما أنّها تُزيد من قدرتك على التركيز وتجنب التفكير الضبابي والحالات المزاجية السيئة. ويمكن أن يُسبب نقص الأحماض الدهنية أوميجا 3 لتقلبات المزاج والاكتئاب.
اضرار تناول الدهون
هناك عيوب كثيرة لتناول الدهون، منها: الأطعمة الدهنية تميل إلى أن تكون عالية السعرات الحرارية ويمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن إذا تم تناولها بكميات كبيرة، إن تناول الكثير من الأطعمة الدهنية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع 2 والحالات المزمنة الأخرى، يمكن أن يكون لبعض أنواع الأحماض الدهنية (مثل الدهون المتحولة) آثار ضارة على صحتك.
ما هي الدهون المتحولة؟
الدهون المتحولة هي نوع من الدهون غير المشبعة التي يتم إنشاؤها عند إضافة الهيدروجين إلى الزيت النباتي، مما يجعل الزيت أكثر صلابة غالبًا ما توجد في الأطعمة المصنعة، مثل المخبوزات والأطعمة الخفيفة والسمن النباتي ترفع الدهون المتحولة الكوليسترول الضار LDL وتخفض الكوليسترول الجيد HDL، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
أضرار الدهون المتحولة
هناك العديد من الآثار الجانبية المحتملة للدهون المتحولة، بما في ذلك: زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب زيادة خطر السمنة زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 انخفاض مستويات الكوليسترول “الجيد” زيادة مستويات الكوليسترول “الضار”.